خلوت بنفسي ذات يوم اتأمل الطبيعه فنظرت للسماء الصافيه
وبهرت بالأشجار الرائعه وتعجبت من البحار الهائجه وطربت لألحان الطيور الهادئه ، شاهدت الجمال الرباني وكيف رسم أجمل المناظر الخلابة بكل دقة وعظمة ، هذا الورد يبث برائحتة الزكية ليعـطر الوجود ، وهذي العصافير تغني أجمل الالحان لتكتمل الطبيعة ببهائها ، هنا وهناك ورقات خضراء ورمال صفراء تعانق السماء وتخطب ود المكان لتمطر قطرات من الماء على الارض العشبية المزهرة فيتنفس الوجود وتزهر الورود .. ما اجملها من مناظر تسر العين .. فوق التل الارض تزداد إخضراراً والهواء الطلق نسماته تنعـش النفس ، سماء النجوم إذا اقبل الليل تضئ وكأنه عـرس الحياة ، الالوان صباحاً ترسم اجمل منظر لنهار مشرق بشمس هادئة .. وتبدو كل يوم الطبيعة تلبس أجمل الحُلل لتزين بها لوحة فنية مرسومة بإقتدار ...
في هذا الكون وعندما تطل الشمس بنظراتها البراقة معلنة بداية نهار جديد ووضوح الغامض الفريد يكون قد أطل على انبساطة الأرض شعاع غالب لونه الصفار فتخرج الطبيعة لك ظاهرة من مخبأها التي كانت متخبأة به قبل بزوغ الشمس وهي بذلك كانت قد غطت وسترت غالب مظاهر جمالها البديع و انبساطة أرضها لتوهم الناظر أن الطبيعة سواد في سواد, ولكنها تنكشف بعد ذلك فهو هذا المصباح الطبيعي قد خرج عليها وفضح أسرارها ليكشف سر الجمال الذي فتن الجميع به , ليتهيأ للناظر جمال هذا الكون . فيرى الأزهار المتنوعة وكأنها أساس هذا الجمال فتظهر له تلك الأشجار المثمرة فلكأنها الجبال في تثبيتها للأرض ومن ثم يظهر لك هذا البساط العشبي الأخضر ليدخل السرور والبهجة لقلب المتأمل وما كاد المرء يستمتع بهذه المفاتن حتى يسمع صوت غدير يجري ,ليلتفت فيرى هذا الجدول يلعب بين تلك الأشجار والأزهار ولربما رأيته ينزل من تلك الشلالات التي ارتكزت على التلال الخضراء لتفتح فيها طريقاً لمجراه المعتاد , وبوجود الماء والخضرة تكون الطيور والعصافير قد قدمت على هذا المكان لتطرب مسامعها بصوت جريان الماء وليسمع منها ما يسر القلوب ويفتح النفوس بذاك الصوت العذب ألا وهو صوت تغريدها وهي تقوم بذلك بكل بهجة ..وفرحة بما يحمله هذا الكون من الجمال . وهذا هو ما خبأه لنا الكون من أرضه ..لكن ما ذا عن سماءه...؟!؟!
هي تلك السماء الساطعة بزرقتها والتي تحمل بين جنباتها تلك الغيوم التي تلبدت فيها ...لتخرج الكون لنا بأحسن صورة ...!!!